أن تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي أبداً
إنها حكمة صالحة في كل العصور ، و في كل مواقف الحياة ..
أن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي مطلقاً..
قال الله تعالى : { قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}الزمر53
فمهما بلغت ذنوبك .. فالله يتقبل توبتك ..
ومهما تأخرت فبإمكانك أن تصل..
وتذكر .. أن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي مطلقاً ..
لا تقل: رمضان فات ومن سبق وصل ..وأنا المتأخر.. لن أصل ..
تذكر/ أن تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي أبدا ..وأزيد عليها ..ولعل المتأخر يصل قبل الذي وصل باكراً
تأمل كيف أن عمر أسلم في نهاية السنة الخامسة للبعثة ، و رغم أنه أسلم متأخراً
مقارنة بالسابقين من الصحابة ، إلا أنه كان ثاني الخلفاء الراشدين ،
و من العشرة المبشرين بالجنة ، و أن آيات من القرآن نزلت موافقة لآرائه رضوان الله عليه ، تأملت ..
فإذا هو من أقوى الناس في كلمة الحق ، من أخشع الناس قلوباً ، و من أشد الناس إيماناً ..
أن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي مطلقاً ..
وهناك شاهد جلي
من هو أكثر الصحابة الكرام رواية للحديث؟
أنا وأنت نعلم أنه ابو هريرة رضي الله عنه وأرضاه
فمتى أسلم أبو هريرة؟
وصل متأخرا عن غيره فلم يسلم وقت البعثة بل بعد الهجرة ب7 سنين
ولكن عندما وصل لزم الحبيب المصفى صلوات ربي وسلامه عليه
وروى ما يزيد عن خمسة آلاف حديث..
تأخر إسلام عمر رضي الله عنه إلى نهاية السنة الخامسة .. لكنه صار ثاني الخلفاء الراشدين !
وتأخر إسلام أبي هريرة ...لكنه أكثر من روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم..
أن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي مطلقاً.. ولعل من يأتي متأخراً يصل قبل من حضر باكراً..
هناك أمل ..نعم هناك أمل ..فبما أن أنفاسك لم تنقطع ورمضان لم ينتهي بعد ..فهناك أمل ..
عد إلى الله وعودي إلى الله
ولو كان الوقت متأخراً فبإمكانكم الوصول
وليكن شعارك ((لئن أدركته لأرين الله ما أصنع))
وشد همتك وأري الله ما ستصنع
..
كتبنا الله وإياكم من عباده المقبولين وجعلنا من الطائعين ومن السابقون السابقون .