الامن والامان
تلاحظ فى الفترة الاخيرة عدم شعور الفرد بالامن والامان مما دعانى للقراءة على هذا الموضوع من خلال بحثى على المنتديات الاسلامية وغيرها وقد اعجبنى منها ما ياتى بعد لعل النفس قد تطمئن لدينا من كثر ما سمعنا عن سرقات وعمليات خطف منها ماهو حقيقى ومنها ماهو اختلاق من فئات معينة من الناس:
من نعم الله (الأمن والامان)
إن الأمن والاستقرار والحياة الطيبة هي من نعم الله ( تبارك وتعالى ) على الفرد والجماعة؛ وهي مما يسعى لها البشر جميعًا، فكل أمة تسعى؛ لتحقق لنفسها أمنًا وسعادة واستقرارًا وحياة طيبة كريمة.
وقد اقتضت حكمة الله ( جل وعلا ) أن يكون الأمن الحقيقي والسعادة الحقيقية والحياة الطيبة لمن اتبعوا وحيه وحكَّمُوا شرعه, قال تعالى: ( فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى* وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ) (طه123-124).
هذا، وقد افتتن بعض المتغرِّبين من أمتنا بنظرية ( العقد الاجتماعى) التي نشأت في الغرب في أواخر القرن السابع عشر، ومُؤَدَّاهَا أنَّ الناس قد تعاقدت فيما بينها على عقد اجتماعي يحافظون بموجبه على العيش المدني في ظل سلطة مدنية قائمة على الحكم بما تراه صالحًا واستبعاد الدين عن شُئُونِ الحياة؛ مما يوفر في نهاية الأمر تخلي الناس عن حالة الفوضى؛ ليكونوا المجتمع الذي يريدون.
وإذا كان هؤلاء القوم الذين أسقطوا شريعة الله من حساباتهم، ومن بعدهم الماركسيون والرأسماليون يُلتمس لهم العذر؛ لبعدهم عن الشريعة الربانية واتباعهم غير رسول الإنسانية، فهل يُلتمس العذر لأبنائنا المفتونين بهؤلاء المغبونين الخاسرين في الدنيا والآخرة وقد أنعم الله عليهم بنعمة الأمن والأمان في ظل شريعة الإسلام!
أيها الناس: إن من تدبر كتاب الله وسنة رسوله ( صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) يرى للأمن شأ نًا كبيرًا وموقعًا عظيمًا في شريعتنا، ذلك الأمن الذى به صلاح الدنيا والآخرة، وبه صلاح الفرد والمجتمع معًا، جاء هذا الأمن فى كتاب الله وفي سنة رسوله ( صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) فى صور شَتَّى منها:
أمن النفس أمَّنَ الإسلام النفوس من التعدى عليها، فقد أخبر أن قتل نفس واحدة كَقَتْلِ الناس جميعًا، قال تعالى: ( مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا )( المائدة32) ورتب على قتل النفس الوعيد الشديد، فقال تعالى: ( وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا ) ( النساء93( .
كما مُنع المسلم من أن يصغى للأفكار الهدامة والأراء المضللة، قال تعالى ) وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ( ) النساء140).
وقال: ( وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِين ( الأنعام68 ) فالأراء المضللة والأفكار الإلحادية من وحي الشيطان والله يقول: ( وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَآئِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ) ( الأنعام121).
أمن العقيدة وأمَّنَ الإسلام عقيدة المسلم بتنقيتها من البدع والخُرَافَاتِ، ودَرَأَ عنها الزيغ والضلالات, فهى العقيدة التى دعت إليها أنبياء الله ورسله، قال تعالى) : وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ) ( الأنبياء25).
وقال: ( آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ} (البقرة285) وقال قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ )( البقرة136(.
أمنٌ فى عقيدة المسلم بأن حددت له الغاية من وجوده، وهي عبادة الله وحده، قال تعالى: ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) (الذاريات56) كما حددت له هدفه فى الحياة؛ ليعبد الله على بصيرة ويخلص كل عبادته له، قال تعالى: ( قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ* لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) ( الأنعام162-163) فلا يَدْعُو إلا الله، ولا يُصَلِّي إلا لله، ولا يذبح إلا لله، ويتوجه بقلبه إلى الله محبَّةً وخوفًا ورجاءً؛ فيزداد قوة فى قلبه وثباتًا فى أمره.
ويمكن قراءة باقى الموضوع من هنا
المصدر
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]القصص57
فلولا نعمة الأمن التي منحه الله إياها لما جُبِيَ إليه بشيء . ومثله قوله تعالى
(( وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رِزْقُهَا رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقهم الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون))
النحل112
كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان, فكفرت ، فأبدلهم الله أمنهم خوفا ورِزْقَهُمُ الرغيد جوعا ... نعوذ بالله من الضلال بعد الهداية ومن العمى بعد البصيرة .
§ وعندما يدخل المؤمنون الصالحون الجنة يوم القيامة فإنهم يبشرون مع دخولهم الجنة بالأمن (( ادخلوها بسلام آمنين)) الحجر:46.
§ والأمن يوم القيامة من أعظم المنح التي يمنحها الباري لعباده المؤمنين, قال تعالى: (( وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا))النور:55 .
§ والأمن جعله الله مددا للمجاهدين في سبيله حين يعتريهم الخوف , قال تعالى(( ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنةً نعاسا ))أل عمران:154. ومثله قوله تعالى (( إذ يغشيكم النعاسَ أمنةً منه )) الأنفال:11.وكل ذلك من فضل الله على المجاهدين ورحمة منه بهم .
المصدر
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]ربنا اكرمنا بالامن والامان من عندك فنحن لانجدها فى اشخاص
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.